لقد اختلف المؤرخون حول نشأة الخط العربي·· ففريق يرى أن نشأته كانت إلهية محضة، حيث إن الله عز وجل قد أوحى إلى آدم بطريقة الكتابات كلها ثم كتب بها آدم كل الكتب وبعد زوال طوفان نوح عليه السلام أصاب كل قوم كتابهم فكان من نصيب إسماعيل عليه السلام الكتاب العربي ، بينما يذهب فريق آخر إلى أن الخط العربي اشتق من الخط المسند الذي يعرف باسم (الخط الحميري أو الجنوبي)، وانتقل الخط المسند عن طريق القوافل إلى بلاد الشام، أما الفريق الثالث فيرجح أن الخط العربي ما هو إلا نتاج تطور عن الخط النبطي ، وهذا ما تؤكده النقوش التي ترجع إلى ما قبل الإسلام والقرن الهجري الأول وهذه النقوش نجدها في منطقة (أم الجمال) شرق الأردن، ويعود تاريخها إلى (250م) ، وهناك نقش وجد في منطقة حوران إحدى ديار الأنباط يعود تاريخه إلى 328 م وهو عبارة عن شاهدة قبر (امرؤ القيس) الملك والشاعر الشهير، ثم انتقل الخط من حوران إلى الأنبار والحيرة ومنها عن طريق (دومة الجندل)إلى الحجاز·· وبالنسبة لي أميل إلى الرأي الذي يقول: إن التدوين يرجع إلى سيدنا آدم استشهاداً بقوله تعالى: (علّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) وقوله تعالى مخاطباً سيدنا محمد … (اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم(
نشأة أنواع الخطوط عبر تاريخها العربي الإسلامي
من أربعة عشر قرناً ظهر /14/ نوعاً من الخط سبعة أنواع هي المستخدمة بكثرة ما بين الخطوط الأكاديمية والكلاسيكية · ويجمع علماء العربية أن أصل الخط أخذ من الخط النبطي المأخوذ من الخط الآرامي ثم تطور الخط عبر مدرستين أولهما الكوفية والثانية الحجازية ، أما الخط الكوفي فكان يميل إلى اليباس مع القسوة ، بينما يمتاز الحجازي بليونته وسهولة كتابته إبان الدعوة الإسلامية وقد بدأ التدوين القرآني في عهد الخلفاء الراشدين ، وكان هذا الخط غير منّقط وغير مُهجى ولم يكن له علامات لبدايات السور ونهاياتها ولا أرقام للآيات الكريمة ، وكان لابد أن يتطور هذا الخط فمر بمراحل عدّة كوضع النقاط على الحروف أولاً ووضع التشكيل الخفيف والمصطلحات الضبطية ثم تطور الخط وتشعبت أنواعه بعدها على يد خطاطي العصر الأموي وأولهم" قطبة المحرر" الذي استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض ، وكان في عصره أكتب الناس على الأرض العربية ، وقد بدأ يدخل من التدوين من خلال الزخرفة وإدخال التزيينات والذهب في الآيات القرآنية ، وفي العصر العباسي ظهر "ابن مقلة" الوزير المعروف الذي كان خطه مضرب الأمثال في البهاء والجمال ، فجوّد الخط ووضع موازين الحروف بأبعاد هندسية حتى وصل هذا الفن إلى مرتبة لا تضاهى ، واستمر تطور الخط ووضع القواعد له حتى العصر العثماني على يد مصطفى الراقم الذي سار على نهجه بقية الخطاطين العثمانيين·
الخط الكوفي
وهو من أجود الخطوط شكلا ومنظراً وتنسيقاً وتنظيماً، فأشكال الحروف فيه متشابهة، وزاد من حلاوته وجماله أن تزين بالتنقيط ، وقد بدأت كتابته من القرن الثاني الهجري، ثم ابتكر الإيرانيون الخط الكوفي الإيراني وهو نوع من الخط الكوفي العباسي تظهر فيه المدات أكثر وضوحًا، ثم ظهر الخط الكوفي المزهر وفيه تزدان الحروف بمراوح نخيلية تشبه زخارف التوريق، وشاع استعمال هذا النوع في إيران في عهد السلاجقة، وفي مصر في العهد الفاطمي.
خط النسخ
وضع قواعده الوزير ابن مقلة، وأُطلق عليه النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها.
الخط المصحفي :
كتبت المصاحف بحروف خط الثلث، وبعد العناية والاهتمام به وتجويده سُمي بالمحقق، ثم تطورت الكتابة لتكون على صورة أخرى سميت بالخط المصحفي جمعت بين خط النسخ والثلث.
الخط الديواني
هو الخط الرسمي الذي كان يستخدم في كتاب الدواوين، وكان سرًا من أسرار القصور السلطانية في الخلافة العثمانية، ثم انتشر بعد ذلك، وتوجد في كتابته مذاهب كثيرة ويمتاز بأنه يكتب على سطر واحد وله مرونة في كتابة جميع حروفه.
الخط الأندلسي - المغربي
مشتق من الخط الكوفي، وكان يسمى خط القيروان نسبة إلى القيروان عاصمة المغرب ، ونجده في نسخ القرآن المكتوبة في الأندلس وشمال إفريقيا، ويمتاز هذا الخط باستدارة حروفه استدارة كبيرة، وبمتحف المتروبوليتان عدة أوراق من مصاحف مكتوبة بالخط الأندلسي.
خط الرقعة
يمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية .
الخط الفارسي
يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع ، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع
خط الثلث
من أروع الخطوط منظرا وجمالاً وأصعبها كتابة وإتقانا، يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه ؛ لذلك يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة، ويطمس أحيانا شكل الميم للتجميل، ويقل استعمال هذا النوع في كتابة المصاحف، ويقتصر على العناوين وبعض الآيات والجمل لصعوبة كتابته، ولأنه يأخذ وقتاً طويلاً في الكتابة.
*لماذا سمي أحد الخطوط بخط الثلث ؟
-قبل هذا الخط كان هناك خط اسمه "الطومار" والطومار ورق محدد حجمه وكبير ، فيقتضي أن تكون قصبة الخطاط تتناسب وحجم الطومار. إذ كان عرض القصبة 18 شعرة من شعر الحمار. لكنهم رأوا أن الخط عريض أكثر من اللزوم فاختصروا ثلثه وأبقوا على 16 شعرة وسموه خط الثلثين ، بعده اختصروا الثلث الثاني الى 8 شعرات فبقي خط الثلث الذي نسمع عنه الآن....
الثلث أستاذ الخطوط (ملك الخطوط )
خط الثلث
يعتبر خط الثلث هو أستاذ الخطوط وعملاقها وسيدها، ونظرًا لأن أشكال حروفه كثيرة ومتنوعة وتمتاز بالمرونة والطواعية، فيمكن كتابة الجملة الواحدة بعدة أشكال وعدة تكوينات، يختلف بعضها عن بعض
مطور خط الثلث
الخطاط محمد شفيق بك ابن سليمان ماهر بك. ولد في منطقة بيشك طاش في استنبول سنة 1235 للهجرة
استطاع ان يحقق انجازا واسعا بتكويناته الابتكارية في خط الثلث وخاصة تلك الكتابات في (الجامع الكبير) في بورصة
ويمتاز هذا الخطاط بكتابة نماذج ولوحات بمقايــيس دقيقة وثابتة مزاوجاً بين الخطوط وبتراكيب عجيبة مراعياً سعة مساحتها والفراغات التي يمكن ان تحدثها
نبذة حاليه :
يعتبر خط الثلث والطغرا هما اجمل الخطوط على الاطلاق وهما اصعب خطين باليد والقليل القليل من يتقن هذان الخطان ويعتبر من يتقن الخطان وصل إلى درجة التعليم فيعتبر معلم خط وهذه أعلى درجة بين الخطاطين ويمكن كتابة خط الثلث الآن ببرنامج الكلك ولكن ليس بأتقان وأبداع وجمالية خط اليد وسنستعرض عدداً من اللوحات الفنيه لعدد من الخطاطين يسبقها شرح بسيط جداً لحرف من الحروف الهجائيه